Maulid Simthudduror

# Yarobbi Sholli | ﴾الصَّـلَاةُ الْأُوْلى﴿
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَــا رَبِّ صَــلِّ عَلَيْـهِ وَسَـلِّمْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ اَلْفَاتِحِ الْخَــــاتِمِ الْمُقَرَّبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ اَلْمُصْطَفَى الْمُجْتَبَى الْمُحَبَّب يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَا لَاحَ بَدْرٌ وَغَابَ غَيْهَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَا رِيْحُ نَصْرٍبِالنَّصْرِ قَدْ هَبّ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَا سَارَتِ الْعِيْسُ بَطْنَ سَبْسَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَكُلِّ مَنْ لِلْحَبِيْبِ يُنْسَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَكُلِّ مَنْ لِلنَّبِيِّ يَصْحَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاغْفِرْ وَسَامِحْ مَنْ كَانَ أَذْنَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَبَلِّغِ الْكُلَّ كُلَّ مَطْلَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاسْلُكْ بِنَا رَبِّ خَيْرَ مَذْهَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاصْلِحْ وَسَهِّلْ مَا قَدْ تَصَعَّبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَعْلَى الْبَرَايَا جَاهًا وَأَرْحَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَصْدَقِ عَبْدٍ بِالْحَقِّ أَعْرَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ خَيْرِ الْوَرَى مَنْهَجًا وَأَصْوَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَا طَيْرُ يُمْنٍ غَنَّى فَأَطْرَبْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَــا رَبِّ صَــلِّ عَلَيْـهِ وَسَـلِّمْ
# Yarobbi Sholli | ﴾ الصَّـلَاةُ الْثَانِيَةُ ﴿
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَــا رَبِّ صَــلِّ عَلَيْـهِ وَسَـلِّمْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَشْرَفِ بَدْرٍ فِي الْكَوْنِ أَشْرَقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَكْرَمِ دَاعٍ يَدْعُوْ إِلَى الْحَقّ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ اَلْمُصْطَفَى الصَّادِقِ الْمُصَدَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَحْلَى الْوَارَى مَنْطِقًا وَأَصْدَقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَفْضَلِ مَنْ بِالتُّقَى تَحَقَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَنْ بِالسَّخَا وَالْوَفَا تَخَلَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاجْمَعْ مِنَ الشَّمْلِ مَا تَفَرَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاصْلِحْ وَسَهِّلْ مَا قَدْ تَعَوَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَافْتَحْ مِنَ الْخَيْرِ كُلَّ مُغْلَقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاٰلِهِ وَمَنْ بِالنَّبِيّ تَعَلَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَاٰلِهِ وَمَنْ لِلْحَبِيْبِ يَعْشَقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ وَمَنْ بِحَبْلِ النَّبِيِّ تَوَثَّقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَا رَبّ صَلّ عَلَيْهِ وَسَلّم
# Yarobbi Sholli | ﴾ الصَّـلَاةُ الْثَالِثَةُ ﴿
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَــا رَبِّ صَــلِّ عَلَيْـهِ وَسَـلِّمْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ مَا لَاحَ فِي الْأُفُـقِ لَمْـعُ بَـارِقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ خَيْرِ الْوَرَى أَشْرَفِ الْخَلَائِقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَصْــدَقِ عَـبْـدٍ بِالْـحَـقِّ نَـاطِـقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ أَبْهَرِ نُوْرٍ فِي الْكَـوْنِ شَـارِقْ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ ۞ يَا رَبّ صَلّ عَلَيْهِ وَسَلّم
1. Inna Fatahna
اِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِيْنًاۙ ۞ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْۢبِكَ وَمَا تَاَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهٗ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيْمًاۙ ۞ وَّيَنْصُرَكَ اللّٰهُ نَصْرًا عَزِيْزًا. لَقَدْ جَاۤءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ اَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَءُوْفٌ رَّحِيْمٌ. فَاِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللّٰهُ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ۗ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ. اِنَّ اللّٰهَ وَمَلٰۤىِٕكَتَهٗ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّۗ يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
2. Alhamdulillaahi Qowiyu
اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الْقَوِيِّ سُلْطَانُه. اَلْوَاضِحِ بُرْهَانُه. اَلْمَبْسُوْطِ فِي الْوُجُوْدِ كَرَمُهُ وَإِحْسَانُه. تَعَالَى مَجْدُهُ وَعَظُمَ شَانُه. خَلَقَ الْخَلْقَ لِحِكْمَةْ. وَطَوَى عَلَيْهَا عِلْمَه. وَبَسَطَ لَهُمْ مِنْ فَآئِضِ الْمِنَّةِ مَا جَرَتْ بِهِ فِي أَقْدَارِهِ الْقِسْمَة. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَشْرَفَ خَلْقِهِ وَأَجَلَّ عَبِيْدِهِ رَحْمَة. تَعَلَّقَتْ إِرَادَتُهُ الْأَزَلِيَّةُ بِخَلْقِ هٰذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ. فَانْتَشَرَتْ أَثَارُ شَرَفِهِ فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوْب. فَمَا أَجَلَّ هٰذَا الْمَنَّ الَّذِيْ تَكَرَّمَ بِهِ الْمَنَّان. وَمَا أَعْظَمَ هٰذَا الْفَضْلَ الَّذِيْ بَرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْإِحْسَان. صُوْرَةً كَامِلَةً ظَهَرَتْ فِي هَيْكَلٍ مَحْمُوْد. فَتَعَطَّرَتْ بِوُجُوْدِهَا أَكْنَافُ الْوُجُوْدِ. وَطَرَّزَتِ بُرْدَ الْعَوَالِمِ بِطِرَازِ التَّكْرِيْم ﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
3. Tajallal Hakku
تَجَلَّى الْحَقُّ فِي عَالَـمِ قُدْسِهِ الْوَاسِعْ. تَجَلِّيًا قَضَى بِانْتِشَارِ فَضْلِهِ فِي الْقَرِيْبِ وَالشَّاسِع. فَلَهُ الْحَمْدُ الَّذِيْ لَا تَنْحَصِرُ أَفْرَادُهُ بِتَعْدَاد. وَلَا يُمَلُّ تَكْرَارُهُ بِكَثْرَةِ تَرْدَادْ. حَيْثُ أَبْرَزَ مِنْ عَالَمِ الْإِمْكَانْ. صُوْرَةَ هٰذَا الْإِنْسَانْ. لِيَتَشَرَّفَ بِوُجُوْدِهِ الثَّقَلَانْ. وَتَنْتَشِرَ أَسْرَارُهُ فِي الْأَكْوَانْ. فَمَا مِنْ سِرٍّ اتَّصَلَ بِهِ قَلْبُ مُنِيْب. إِلَّا مِنْ سَوَابِغِ فَضْلِ اللهِ عَلَى هٰذَا الْحَبِيْب
يَا لَقَلْبٍ سُرُوْرُهُ قَدْ تَوَالَى ۞ بِحَبِيْبٍ عَمَّ الْأَنَامَ نَوَالَا جَلَّ مَنْ شَرَّفَ الْوُجُوْدَ بِنُوْرٍ ۞ غَمَرَ الْكَوْنَ بَهْجَةً وَجَمَــــالَا قَدْ تَرَقَّى فِي الْحُسْنِ أَعْلَى مَقَامٍ ۞ وَتَنَاهَى فِي مَجْدِهِ وَتَعَــــالَى لَاحَظَتْهُ الْعُيُوْنُ فِيمَا اجْتَلَتْهُ ۞ بَشَرًا كَامِلًا يُزِيْحُ الضَّــلَالَا وَهْوَ مِنْ فَوْقِ عِلْمِ مَا قَدْ رَأَتْهُ ۞ رِفْعَةً فِي شُؤُوْنِهِ وَكَمَـــالَا فَسُبْحَانَ الَّذِيْ أَبْرَزَ مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَانْ. مَا يَعْجِزُ عَنْ وَصْفِهِ اللِّسَانْ. وَيَحَارُ فِي تَعَقُّلِ مَعَانِيْهِ الْجَنَانْ. اِنْتَشَرَ مِنْهُ فِي عَالِمِ الْبُطُوْنِ وَالظُّهُوْرْ. مَا مَلَاءَ الْوُجُوْدَ الْخَلْقِيَّ نُوْرْ. فَتَبَارَكَ اللهُ مِنْ اِلٰهٍ كَرِيْمٍ. بَشَّرَتْنَا اٰيَاتُهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيْم. بِبِشَارَةِ: ﴿لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ أَنْفُسِكُم. عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوْفٌ رَحِيْم﴾. فَمَنْ فَاجَأَتْهُ هٰذِهِ الْبِشَارَةُ وَتَلَقَّاهَا بِقَلْبٍ سَلِيْم. فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
4. Wa Asyhadu
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ شَهَادَةً تُعْرِبُ بِهَا اللِّسَان. عَمَّا تَضَمَّنَهُ الْجَنَان. مِنَ التَّصْدِيْقِ بِهَا وَالْإِذْعَان. تَثْبُتُ بِهَا فِي الصُّدُوْرِ مِنَ الْإِيْمَانِ قَوَاعِدُه. وَتَلُوْحُ عَلَى أَهْلِ الْيَقِيْنِ مِنْ سِرِّ ذٰلِكَ الْإِذْعَانِ وَالتَّصْدِيْقِ شَوَاهِدُهْ. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا ࣙالْعَبْدَ الصَّادِقَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِه. وَالْمُبَلِّغَ عَنِ اللهِ مَا أَمَرَهُ بِتَبْلِيْغِهِ لِخَلْقِهِ مِنْ فَرْضِهِ وَنَفْلِه. عَبْدٌ أَرْسَلَهُ اللهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا. فَبَلَّغَ الرِّسَالَة. وَأَدَّى الْأَمَانَة. وَهَدَى اللهُ بِهِ مِنَ الْأُمَّةِ بَشَرًا كَثِيْرًا. فَكَانَ فِي ظُلْمَةِ الْجَهْلِ لِلْمُسْتَبْصِرِيْنَ سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيْرًا. فَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ مِنَّةٍ تَكَرَّمَ اللهُ بِهَا عَلَى الْبَشَر. وَمَا أَوْسَعَهَا مِنْ نِعْمَةٍ اِنْتَشَرَ سِرُّهَا فِي الْبَحْرِ وَالْبَرّ. اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ بِأَجَلِّ الصَّلَوَاتِ وَأَجْمَعِهَا وَأَزْكَى التَّحِيَّاتِ وَأَوْسَعِهَا. عَلَى هٰذَا الْعَبْدِ الَّذِيْ وَفَّى بِحَقِّ الْعُبُوْدِيَّة. وَبَرَزَ فِيْهَا فِي خِلْعَةِ الْكَمَال. وَقَامَ بِحَقِّ الرُّبُوْبِيَّةِ فِي مَوَاطِنِ الْخِدْمَةِ لِلّٰهِ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ غَايَةَ الْإِقْبَال. صَلَاةً يَتَّصِلُ بِهَا رُوْحُ الْمُصَلِّي عَلَيْهِ بِهِ. فَيَنْبَسِطُ فِي قَلْبِهِ نُوْرُ سِرِّ تَعَلُّقِهِ بِهِ وَحُبِّهِ. وَيُكْتَبُ بِهَا بِعِنَايَةِ اللهِ فِي حِزْبِه. وَعَلَى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَلَّذِيْنَ ارْتَقَوْا صَهْوَةَ الْمَجْدِ بِقُرْبِهِ. وَتَفَيَّأُوْا ظِلَالَ الشَّرَفَ الْأَصْلِيِّ بِوُدِّهِ وَحُبِّهِ. مَا عَطَّرَ الْأَكْوَانَ بِنَشْرِ ذِكْرَاهُمْ نَسِيْمْ
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
5. Amma Ba'du
أَمَّا بَعْدُ، فَلَمَّا تَعَلَّقَتْ إِرَادَةُ اللهِ فِي الْعِلْمِ الْقَدِيْم. بِظُهُوْرِ أَسْرَارِ التَّخْصِيْصِ لِلْبَشَرِ الْكَرِيْم. بِالتَّقْدِيْمِ وَالتَّكْرِيْمِ. نَفَذَتِ الْقُدْرَةُ الْبَاهِرَة. بِالنِّعْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَالْـمِنَّةِ الْغَامِرَة. فَانْفَلَقَتْ بَيْضَةُ التَّصْوِيْر. فِي الْعَالَمِ الْمُطْلَقِ الْكَبِيْر. عَنْ جَمَالٍ مَشْهُوْدٍ بِالْعَيْن. حَاوٍ لِوَصْفِ الْكَمَالِ الْمُطْلَقِ وَالْحُسْنِ التَّامِّ وَالزَّيْن. فَتَنَقَّلَ ذٰلِكَ الْجَمَالُ الْمَيْمُوْن. فِي الْأَصْلَابِ الْكَرِيْمَةِ وَالْبُطُوْن. فَمَا مِنْ صُلْبٍ ضَمَّة. إِلَّا وَتَمَّتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ النِّعْمَة. فَهُوَ الْقَمَرُ التَّامُّ الَّذِيْ يَتَنَقَّلُ فِي بُرُوْجِهِ. لِيَتَشَرَّفَ بِهِ مَوْطِنُ اسْتِقْرَارِهِ وَمَوْضِعُ خُرُوْجِهِ. وَقَدْ قَضَتِ الْأَقْدَارُ الْأَزَلِيَّةُ بِمَا قَضَتْ وَأَظْهَرَتْ مِنْ سِرِّ هٰذَا النُّوْرِ مَا أَظْهَرَت. وَخَصَّصَتْ بِهِ مَنْ خَصَّصَت. فَكَانَ مُسْتَقَرُّهُ فِي الْأَصْلَابِ الْفَاخِرَة. وَالْأَرْحَامِ الشَّرِيْفَةِ الطَّاهِرَة. حَتَّى بَرَزَ فِي عَالَمِ الشَّهَادَةِ بَشَرًا لَا كَالْبَشَر. وَنُوْرًا حَيَّرَ الْأَفْكَارَ ظُهُوْرُهُ وَبَهَر. فَتَعَلَّقَتْ هِمَّةُ الرَّاقِمِ لِهٰذِهِ الْحُرُوْف. بِأَنْ يَرْقُمَ فِي هٰذَا الْقِرْطَاسِ مَا هُوَ لَدَيْهِ مِنْ عَجَائِبِ ذٰلِكَ النُّوْرِ مَعْرُوْف. وَإِنْ كَانَتِ الْأَلْسُنُ لَا تَفِيْ بِعُشْرِ مِعْشَارِ أَوْصَافِ ذٰلِكَ الْمَوْصُوْف. تَشْوِيْقًا لِلسَّامِعِيْن. مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِيْن. وَتَرْوِيْحًا لِلْمُتَعَلِّقِيْنَ بِهٰذَا النُّوْرِ الْمُبِيْن. وَإِلَّا فَأَنَّى تُعْرِبُ الْأَقْلَام. عَنْ شُؤُوْنِ خَيْرِ الْأَنَام. وَلٰكِنْ هَزَّنيِ إِلَى تَدْوِيْنِ مَا حَفِظْتُهُ مِنْ سِيَرِ أَشْرَفِ الْمَخْلُوْقِيْن. وَمَا أَكْرَمَهُ اللهُ بِهِ فِي مَوْلِدِهِ مِنَ الْفَضْلِ الَّذِي عَمَّ الْعَالَمِيْن. وَبَقِيَتْ رَايَتُهُ فِي الْكَوْنِ مَنْشُوْرَةً عَلَى مَرِّ الْأَيَّامِ وَالشُّهُوْرِ وَالسِّنِيْن. دَاعِي التَّعَلُّقِ بِهٰذِهِ الْحَضْرَةِ الْكَرِيْمَة. وَلَاعِجُ التَّشَوُّقِ إِلَى سَمَاعِ أَوْصَافِهَا الْعَظِيْمَة. وَلَعَلَّ اللهَ يَنْفَعُ بِهِ الْمُتَكَلِّمَ وَالسَّامِع. فَيَدْخُلَانِ فِي شَفَاعَةِ هٰذَا النَّبِيِّ الشَّافِع. وَيَتَرَوَّحَانِ بِرُوْحِ ذٰلِكَ النَّعِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
6. Wa qad ânâ lil qalami
وَقَدْ آنَ لِلْقَلَمِ أَنْ يَخُطَّ مَا حَرَّكَتْهُ فِيْهِ الْأَنَامِل. مِمَّا اسْتَفَادَهُ الْفَهْمُ مِنْ صِفَاتِ هٰذَا الْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْكَامِل. وَشَمَائِلِهِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الشَّمَائِل. وَهُنَا حَسُنَ أَنْ نُثْبِتَ مَا بَلَغَ إِلَيْنَا فِي شَأْنِ هٰذَا الْحَبِيْبِ مِنْ أَخْبَارٍ وَأَثَار. لِيَتَشَرَّفَ بِكِتَابَتِهِ الْقَلَمُ وَالْقِرْطَاسُ وَتَتَنَزَّهَ فِي حَدَائِقِهِ الْأَسْمَاعُ وَالْأَبْصَار. وَقَدْ بَلَغَنَا فِي الْأَحَادِيْثِ الْمَشْهُوْرَة. أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ هُوَ النُّوْرُ الْمُوْدَعُ فِي هٰذِهِ الصُّوْرَة. فَنُوْرُ هٰذَا الْحَبِيْبِ أَوَّلُ مَخْلُوْقٍ بَرَزَ فِي الْعَالَم. وَمِنْهُ تَفَرَّعَ الْوُجُوْدُ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِيْمَا حَدَثَ وَمَا تَقَادَم. وَقَدْ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ، بِأَبِيْ وَاُمِّيْ، أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللهُ قَبْلَ الْأَشْيَآء. قَالَ: يَا جَابِرُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ قَبْلَ الْأَشْيَآءِ نُوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نُوْرِه. وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّيْنَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ. وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ بِأَنُّهُ أَوَّلُ الْخَلْقِ وُجُوْدًا وَأَشْرَفُهُمْ مَوْلُوْدًا. وَلَمَّا كَانَتِ السَّعَادَةُ الْأَبْدِيَّة. لَهَا مُلَاحَظَةٌ خَفِيَّةٌ. اِخْتَصَّتْ مَنْ شَاءَتْ مِنَ الْبَرِيَّة. بِكَمَالِ الْخُصُوْصِيَّة. فَاسْتَوْدَعَتْ هٰذَا النُّوْرَ الْمُبِيْن. أَصْلَابَ وَبُطُوْنَ مَنْ شَرَّفَتْهُ مِنَ الْعَالَمِيْن. فَتَنَقَّلَ هٰذَا النُّوْرُ مِنْ صُلْبِ اٰدَمَ وَنُوْحٍ وَإبْرَاهِيْم. حَتَّى أَوْصَلَتْهُ يَدُ الْعِلْمِ الْقَدِيْم. إِلَى مَنْ خَصَّصَتْهُ بِالتَّكْرِيْمِ أَبِيْهِ الْكَرِيْم. عَبْدِاللهِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ذِيْ الْقَدْرِ الْعَظِيْم. وَأُمُّهُ الَّتِيْ هِيَ فِي الْمَخَاوِفِ آمِنَة. اَلسَّيِّدَةِ الْكَرِيْمَةِ اٰمِنَة. فَتَلَقَّاهُ صُلْبُ عَبْدُ الله فَأَلْقَاهُ إِلَى بَطْنِهَا. فَضَمَّتْهُ أَحْشَاؤُهَا بِمَعُوْنَةِ اللهِ مُحَافَظَةً عَلَى حَقِّ هٰذِهِ الدُّرَّةِ وَصَوْنِهَا. فَحَمَلَتْهُ بِرِعَايَةِ اللهِ كَمَا وَرَدَ عَنْهَا حَمْلًا خَفِيْفًا لَا تَجِدُ لَهُ ثِقَلًا. وَلَا تَشْكُوْا مِنْهُ أَلَمًا وَلَا عِلَلًا. حَتَّى مَرَّ الشَّهْرُ بَعْدَ الشَّهْرِ مِنْ حَمْلِه. وَقَرُبَ وَقْتُ بُرُوْزِهِ إِلَى عَالَمِ الشَّهَادَةِ لِتَنْبَسِطَ عَلَى أَهْلِ هٰذَا الْعَالَمِ فُيُوْضَاتُ فَضْلِه. وَتَنْتَشِرَ فِيْهِ أَثَارُ مَجْدِهِ الصَّمِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
7. Wa Mundzu ‘Aliqat
وَمُنْذُ عَلِقَتْ بِهِ هٰذِهِ الدُّرَّةُ الْمَكْنُوْنَة. وَالْجَوْهَرَةُ الْمَصُوْنَة. وَالْكَوْنُ كُلُّهُ يُصْبِحُ وَيُمْسِيْ فِي سُرُوْرٍ وَابْتِهَاج. بِقُرْبِ ظُهُوْرِ إِشْرَاقِ هٰذَا السِّرَاج. وَالْعُيُوْنُ مُتَشَوِّفَةٌ إِلَى بُرُوْزِه. مُتَشَوِّقَةٌ إِلَى الْتِقَاطِ جَوَاهِرِ كُنُوْزِه. وَكُلُّ دَآبَّةٍ لِقُرَيْشٍ نَطَقَتْ بِفَصِيْحِ الْعِبَارَة. مُعْلِنَةً بِكَمَالِ الْبِشَارَة. وَمَا مِنْ حَامِلٍ حَمَلَتْ فِي ذٰلِكَ الْعَام. إِلَّا أَتَتْ فِي حَمْلِهَا بِغُلَام. مِنْ بَرَكَاتِ وَسَعَادَةِ هٰذَا الْإِمَام. وَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَالسَّمَوَات. مُتَضَمِّخَةً بِعِطْرِ الْفَرَحِ بِمُلَاقَاةِ أَشْرَفِ الْبَرِيَّات. وَبُرُوْزِهِ مِنْ عَالَمِ الْخَفَاءِ إِلَى عَالَمِ الظُّهُوْر. بَعْدَ تَنَقُّلِهِ فِي الْبُطُوْنِ وَالظُّهُوْر. فَأَظْهَرَ اللهُ فِي الْوُجُوْدِ بَهْجَةَ التَّكْرِيْم. وَبَسَطَ فِي الْعَالَمِ الْكَبِيْرِ مَائِدَةَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّعْظِيْم. بِبُرُوْزِ هٰذَا الْبَشَرِ الْكَرِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
8. Fahina Qaruba Awanu
فَحِيْنَ قَرُبَ أَوَانُ وَضْعِ هٰذَا الْحَبِيْب. أَعْلَنَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُوْنَ وَمَنْ فِيْهِنَّ بِالتَّرْحِيْب. وَأَمْطَارُ الْجُوْدِ الْإِلٰهِيِّ عَلَى أَهْلِ الْوُجُوْدِ تَثِجّ. وَأَلْسِنَةُ الْمَلَائِكَةِ بِالتَّبْشِيْرِ لِلْعَالَمِيْنَ تَعِجّ . وَالْقُدْرَةُ كَشَفَتْ قِنَاعَ هٰذَا الْمَسْتُوْر. لِيَبْرُزَ نُوْرُهُ كَامِلًا فِي عَالَمِ الظُّهُوْر. نُوْرًا فَاقَ كُلَّ نُوْر. وَأَنْفَذَ الْحَقُّ حُكْمَه. عَلَى مَنْ أَتَمَّ اللهُ عَلَيْهِ النِّعْمَة. مِنْ خَوَاصِّ الْأُمَّة. أَنْ يَحْضُرَ عِنْدَ وَضْعِهِ اُمَّة. تَأْنِيْسًا لِجَنَابِهَا الْمَسْعُوْد. وَمُشَارَكَةً لَهَا فِيْ هٰذَا السِّمَاطِ الْمَمْدُوْد. فَحَضَرَتْ بِتَوْفِيْقِ اللهِ السَّيِّدَةُ مَرْيَمُ وَالسَّيِّدَةُ اٰسِيَة. وَمَعَهُمَا مِنَ الْحُوْرِ الْعِيْنِ مَنْ قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الشَّرَفِ بِالْقِسْمَةِ الْوَافِيَة. فَأَتَى الْوَقْتُ الَّذِيْ رَتَّبَ اللهُ عَلَى حُضُوْرِهِ وُجُوْدَ هٰذَا الْمَوْلُوْد. فَاَنْفَلَقَ صُبْحُ الْكَمَالِ مِنَ النُّوْرِ عَنْ عَمُوْد. وَبَرَزَ الْحَامْدُ الْمَحْمُوْد. مُذْعِنًا لِلّٰهِ بِالتَّعْظِيْمِ وَالسُّجُوْد
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
9. Mahallul Qiyam
يَا نَبِيْ سَلَام عَلَيْكَ ۞ يَا رَسُوْل سَلَام عَلَيْكَ
يَا حَبِيْب سَلَام عَلَيْكَ ۞ صَلَوَاتُ الله عَلَيْكَ
أَشْرَقَ الْكَوْنُ ابْـتِـهَاجًـا ۞ بِوُجُوْدِ الْمُصْطَفَى أَحْمَـدْ
وَلِأَهْـــــــلِ الْكَـوْنِ اُنْـسٌ ۞ وَسُرُوْرٌ قَـدْ تَـجَـدَّدْ
فَاطْـرَبُـوْا يَا أَهْلَ الْمَثَانِي ۞ فَهَـزَارُ الْيُـمْنِ غَـرَّدْ
وَاسْتَضِيْئُوْا بِـجَـمَـالٍ ۞ فَاقَ فِي الْحُسْنِ تَـفَـرَّدْ
وَلَنَا الْـبُـشْرَى بِـسَـعْدٍ ۞ مُسْـتَـمِـرٍّ لَيْسَ يَنْـفَــدْ
حَيْثُ اُوْتِـيـْنَــــا عَـطَاءً ۞ جَمَعَ الْـفَـخْرَ الْـمُــؤَبَّـدْ
فَـــــلِرَبِّيْ كُلُّ حَمْـــــــدٍ ۞ جَــــلَّ أَنْ يَـحْـصُرَهُ الْعَدّ
إِذْ حَبَانَا بِوُجُوْدِ الْـــ ۞ مُصْطَفَى الْهَادِي مُحَمَّدْ
يَا رَسُوْلَ اللهِ أَهْـــلًا ۞ بِكَ إِنَّـــــا بِكَ نَسْـعَـدْ
وَبِـجَــــاهِـهْ يَـا إِلٰهِي ۞ جُدْ وَبَلِّغْ كُلَّ مَقْـصَدْ
وَاهْدِنَا نَهْجَ سَبِــيْلِهْ ۞ كَيْ بِـــهِ نَسْـعَدْ وَنُرْشَدْ
رَبِّ بَلِّـغْنَا بِـجَــاهِهْ ۞ فِيْ جِوَارِهِ خَيْرَ مَقْعَدْ
وَصَلَاةُ اللهِ تَغْـشَى ۞ أَشْرَفَ الرُّسْلِ مُحَـمَّـدْ
وَسَــــلَامٌ مُسْتَــمِرٌّ ۞ كُلَّ حِيْنٍ يَـــتَــجَــدَّدْ
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
10. WaHina Baroza
وَحِيْنَ بَرَزَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ بَرَزَ رَافِعًا طَرْفَهُ إِلَى السَّمَآء. مُؤْمِيًا بِذٰلِكَ الرَّفْعِ إِلَى أَنَّ لَهُ شَرَفًا عَلَا مَجْدُهُ وَسَمَا. وَكَانَ وَقْتُ مَوْلِدِ سَيِّدِ الْكَوْنَيْن. مِنَ الشُّهُوْرِ شَهْرُ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ وَمِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ الْإِثْنَيْن. وَمَوْضِعُ وِلَادَتِهِ وَقَبْرِهِ بِالْحَرَمَيْن. وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ مَخْتُوْنًا مَكْحُوْلًا مَقْطُوْعَ السُّرَّة. تَوَلَّتْ ذٰلِكَ لِشَرَفِهِ عِنْدَ اللهِ أَيْدِي الْقُدْرَة. وَمَعَ بُرُوْزِهِ إِلَى هٰذَا الْعَالَمِ ظَهَرَ مِنَ الْعَجَائِب. مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَشْرَفُ الْمَخْلُوْقِيْنَ وَأَفْضَلُ الْحَبَائِب. فَقَدْ وَرَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ اُمِّهِ الشَّفَّاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. قَالَتْ لَمَّا وَلَدَتْ اٰمِنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ عَلَى يَدَيَّ فَا سْتَهَلَّ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ رَحِمَكَ اللهُ أَوْ رَحِمَكَ رَبُّكَ. قَالَتِ الشَّفَّاءُ فَأَضَآءَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب. حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَعْضِ قُصُوْرِ الرُّوْمِ. قَالَتْ ثُمَّ أَلْبَسْتُهُ وَأَضْجَعْتُهُ فَلَمْ أَنْشَبْ عَنْ غَشِيَتْنِيْ ظُلمَةٌ وَرُعْبٌ وَقُشَعْرِيْرَةٌ عَنْ يَمِيْنِيْ. فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ أَيْنَ ذَهَبْتَ بِهِ قَالَ إِلَى الْمَغْرِبِ. وَأَسْفَرَ ذَلِكَ عَنِّي. ثُمَّ عَاوَدَنِي الرُّعْبُ وَالظُّلْمَةُ وَالْقُشَعْرِيْرَةُ عَنْ يَسَارِيْ. فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُوْلُ أَيْنَ ذَهَبْتَ بِهِ قَالَ إِلَى الْمَشْرِقِ. قَالَتْ فَلَمْ يَزَالِ الْحَدِيْثُ مِنِّي عَلَى بَالٍ حَتَّى ابْتَعَثَهُ اللهُ. فَكُنْتُ مِنْ أَوَّلِ النَّاسِ إِسْلَامًا. وَكَمْ تَرْجَمْتِ السُّنَّةُ مِنْ عَظِيْمِ الْمُعْجِزَات. وَبَاهِرِ الْاٰيَاتِ الْبَيِّنَات. بِمَا يَقْضِي بِعَظِيْمِ شَرَفِهِ عِنْدَ مَوْلَاه. وَأَنَّ عَيْنَ عِنَايَتِهِ فِي كُلِّ حِيْنٍ تَرْعَاه. وَأَنَّهُ الْهَادِي إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
11. Tsumma Innahû Shallallah
ثُمَّ إِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ حَكَمَتِ الْقُدْرَةُ بِظُهُوْرِه. وَانْتَشَرَتْ فِي الْأَكْوَانِ لَوَامِعُ نُوْرِه. تَسَابَقَتْ إِلَى رَضَاعِهِ الْمُرْضِعَات. وَتَوَفَّرَتْ رَغَبَاتُ أَهْلِ الْوُجُوْدِ فِي حَضَانَةِ هٰذِهِ الذَّات. فَنَفَذَ الْحُكْمُ مِنَ الْحَضْرَةِ الْعَظِيْمَة. بِوَاسِطَةِ السَّوَابِقِ الْقَدِيْمَة. بِأَنَّ الْأَوْلَى بِتَرْبِيَةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ وَحَضَانَتِهِ السَّيِّدَةُ حَلِيْمَة. وَحِيْنَ لَاحَظَتْهُ عُيُوْنُهَا. وَبَرَزَ فِي شَأْنِهَا مِنْ أَسْرَارِ الْقُدْرَةِ الرَّبَّانِيَّةِ مَكْنُوْنُهَا. نَازَلَ قَلْبَهَا مِنَ الْفَرَحِ وَالسُّرُوْر. مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ حَظَهَا مِنَ الْكَرَامَةِ عِنْدَ اللهِ حَظٌّ مَوْفُوْر. فَحَنَتْ عَلَيْهِ حُنُوَّ الْأُمَّهَاتِ عَلَى الْبَنِيْن. وَرَغِبَتْ فِي رَضَاعِهِ طَمَعًا فِي نَيْلِ بَرَكَاتِهِ الَّتِيْ شَمِلَتِ الْعَالَمِيْن. فَطَلَبَتْ مِنْ اُمِّهِ الْكَرِيْمَة. أَنْ تَتَوَلَّى رَضَاعَهُ وَحَضَانَتَهُ وَتَرْبِيَتَهُ بِالْعَيْنِ الرَّحِيْمَة. فَأَجَابَتْهَا بِالتَّلْبِيَةِ لِدَاعِيْهَا. لِمَا رَأَتْ مِنْ صِدْقِهَا فِيْ حُسْنِ التَّرْبِيَّةِ وَوُفُوْرِ دَوَاعِيْهَا. فَتَرَحَّلَتْ بِهِ إِلَى مَنَازِلِهَا مَسْرُوْرَة. وَهِيَ بِرِعَايَةِ اللهِ مَحْفُوْفَةٌ وَبِعَيْنِ عِنَايَتِهِ مَنْظُوْرَة. فَشَاهَدَتْ فِي طَرِيْقِهَا مِنْ غَرِيْبِ الْمُعْجِزَات. مَا دَلَّهَا عَلَى أَنَّهُ أَشْرَفُ الْمَخْلُوْقَات. فَقَدْ أَتَتْ وَشَارِفُهَا وَأَتَانُهَا ضَعِيْفَتَان. وَرَجَعَتْ وَهُمَا لِدَوَابِّ الْقَافِلَةِ يَسْبِقَان. وَقَدْ دَرَتِ الشَّارِفُ وَالشِّيَاهُ مِنَ الْأَلْبَان. بِمَا حَيَّرَ الْعُقُوْلَ وَالْأَذْهَان. وَبَقِيَ عِنْدَهَا فِيْ حَضَانَتِهَا وَزَوْجِهَا سَنَتَيْن. تَتَلَقَّى مِنْ بَرَكَاتِهِ وَعَجَائِبِ مُعْجِزَاتِهِ مَا تَقَرُّ بِهِ الْعَيْن. وَتَنْتَشِرُ أَسْرَارُهُ فِي الْكَوْنَيْن. حَتَّى وَاجَهَـتْهُ مَلَائِكَةُ التَّخْصِيْصِ وَالْإِكْرَام. بِالشَّرَفِ الَّذِيْ عَمَّتْ بَرَكَتُهُ الْأَنَام. وَهُوَ يَرْعَى الْأَغْنَام. فَاضْجَعُوْهُ عَلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعَ تَشْرِيْفِ. وَشَقُّوْا بَطْنَهُ شَقًّا لَطِيْف. ثُمَّ أَخْرَجُوْا مِنْ قَلْبِهِ مَا أَخْرَجُوْهُ وَأَوْدَعُوْا فِيْهِ مِنْ أَسْرَارِ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ مَا أَوْدَعُوْه . وَمَا أَخْرَجَ الْأَمْلَاكُ مِنْ قَلْبِهِ أَذًى. وَلٰكِنَّهُمْ زَادُهُ طُهْرًا عَلَى طُهْرِ وَهُوَ مَعَ ذٰلِكَ فِي قُوَّةٍ وَثَبَات. يَتَصَفَّحُ مِنْ سُطُوْرِ الْقُدْرَةِ الْإِلٰهِيَّةِ بَاهِرَ الْأَيَات. فَبَلَغَ إِلَى مُرْضِعَتِهِ الصَّالِحَةِ الْعَفِيْفَة. مَا حَصَلَ عَلَى ذَاتِهِ الشَّرِيْفَة. فَتَخَوَّفَتْ عَلَيْهِ مِنْ حَادِثٍ تَخْشَاه. وَلَمْ تَدْرِ أَنَّهُ مُلَاحَظٌ بِالْمُلَاحَظَةِ التَّامَّةِ مِنْ مَوْلَاهُ. فَرَدَّتْهُ إِلَى اُمِّهِ وَهِيَ غَيْرُ سَخِيَّةٍ بِفِرَاقِه. وَلٰكِنْ لِمَا قَامَ مَعَهَا مِنْ حُزْنِ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَإِشْفَاقِه. وَهُوَ بِحَمْدِ اللهِ فِي حِصْنٍ مَانِعٍ وَمَقَامٍ كَرِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
12. Fanasya-a Shallallâhu
فَنَشَأَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَكْمَلِ الْأَوْصَاف. يَحُفُّهُ مِنَ اللهِ جَمِيْلُ الرِّعَايَةِ وَغَامِرُ الْأَلْطَاف. فَكَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فيِ الشَّهْرِ. وَيَظْهَرُ عَلَيْهِ فِي صِبَاهُ مِنْ شَرَفِ الْكَمَالِ مَا يَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْر. وَلَمْ يَزَلْ وَأَنْجُمُ سُعُوْدِهِ طَالِعَة. وَالْكَائِنَاتُ لِعَهْدِهِ حَافِظَةٌ وَلِأَمْرِهِ طَائِعَة. فَمَا نَفَثَ عَلَى مَرِيْضٍ إِلَّا شَفَاهُ الله. وَلَاتَوَجَّهَ فِي غَيْثٍ إِلَّا وَأَنْزَلَهُ مَوْلَاه. حَتَّى بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ أَشُدَّه. وَمَضَتْ لَهُ مِنْ سِنِّ الشَّبَابِ وَالْكُهُوْلَةِ مُدَّة. فَاجَأَتْهُ الْحَضْرَةُ الْاِلٰـهِيَّةُ بِمَا شَرَّفَتْهُ بِهِ وَحْدَه. فَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوْحُ الْأَمِيْن. بِالْبُشْرَى مِنْ رَبِّ الْعَالَمِيْن. فَتَلَا عَلَيْهِ لِسَانُ الذِّكْرِ الْحَكِيْمِ شَاهِدَ ﴿وَاِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ عَلِيْمٍ﴾ فَكَانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ جَوَامِعِ الْحِكَم. قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقَ. اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. اَلَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾ فَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ بِشَارَةٍ أَوْصَلَتْهَا يَدُ الْإِحْسَان. مِنْ حَضْرَةِ الْاِمْتِنَان. إِلَى هٰذَا الْإِنْسَان. وَأَيَّدَتْهَا بِشَارَةُ ﴿اَلرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْاِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ وَلَاشَكَّ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْإِنْسَانُ الْمَقْصُوْدُ بِهٰذَا التَّعْلِيْم. مِنْ حَضْرَةِالرَّحْمٰنِ الرَّحِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
13. Tsumma Innahû Ba‘da Mâ
ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ الْبَلِيْغ. تَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الدَّعْوَةِ وَالتَّبْلِيْغ. فَدَعَا الْخَلْقَ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةِ. فَأَجَابَهُ بِالْإِذْعَانِ مَنْ كَانَتْ لَهُ بَصِيْرَةٌ مُنِيْرَة. وَهِيَ إِجَابَةٌ سَبَقَتْ بِهَا الْأَقْضِيَةُ وَالْأَقْدَار. تَشَرَّفَ بِالسَّبْقِ إِلَيْهَا الْمُهَاجِرُوْنَ وَالْأَنْصَار. وَقَدْ أَكْمَلَ اللهُ بِهِمَّةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ وَأَصْحَابِهِ هٰذَا الدِّيْن. وَأَكْبَتَ بِشِدَّةِ بَأْسِهِمْ قُلُوْبَ الْكَافِرِيْنَ وَالْمُلْحِدِيْن. فَظَهَرَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ عَظِيْمِ الْمُعْجِزَات. مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَشْرَفُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَات. فَمِنْهَا تَكْثِيْرُ الْقَلِيْل. وَبُرْءُ الْعَلِيْل. وَتَسْلِيْمُ الْحَجَر. وَطَاعَةُ الشَّجَر. وَانْشِقَاقُ الْقَمَر. وَالْإِخْبَارُ بِالْمُغَيَّبَات. وَحَنِيْنُ الْجِذْعِ الَّذِيْ هُوَ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَات. وَشَهَادَةُ الضَّبِّ لَهُ وَالْغَزَالَة. بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَة. إِلَى غَيْرِ ذٰلِكَ مِنْ بَاهِرِ الْآيَات. وَغَرَائِبِ الْمُعْجِزَات. اَلَّتِيْ أَيَّدَهُ اللهُ بِهَا فِيْ رِسَالَتِه. وَخَصَّصَهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ بَرِيَّتِه. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ لَهُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إِرْهَاصَات. هِيَ عَلَى نُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ مِنْ أَقْوَى الْعَلَامَات. وَمَعَ ظُهُوْرِهَا وَانْتِشَارِهَا سَعِدَ بِهَا الصَّادِقُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْن. وَشَقِيَ بِهَا الْمُكَذِّبُوْنَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ وَالْمُنَافِقِيْن. وَتَلَقَّاهَا بِالتَّصْدِيْقِ وَالتَّسْلِيْم. كُلُّ ذِيْ قَلْبٍ سَلِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
14. Wa Minasy Syarafi
وِمِنَ الشَّرَفِ الَّذِيْ اخْتَصَّ اللهُ بِهِ أَشْرَفَ رَسُوْل. مِعْرَاجُهُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ الْبَّرِ الْوَصُوْل. وَظُهُوْرُ اٰيَاتِ اللهِ الْبَاهِرَةِ فِي ذٰلِكَ الْمِعْرَاج. وَتَشَرُّفُ السَّمَوَاتِ وَمَنْ فَوْقَهُنَّ بِإِشْرَاقِ نُوْرِ ذٰلِكَ السِّرَاج. فَقَدْ عَرَجَ الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْأَمِيْنُ جِبْرِيْل. إِلَى حَضْرَةِ الْمَلِكِ الْجَلِيْل. مَعَ التَّشْرِيْفِ وَالتَّبْجِيْل. فَمَا مِنْ سَمَآءٍ وَلَجَهَا إِلَّا وَبَادَرَهُ أَهْلُهَا بِالتَّرْحِيْبِ وَالتَّكْرِيْمِ وَالتَّأْهِيْل. وَكُلُّ رَسُوْلٍ مَرَّ عَلَيْهِ. بَشَّرَهُ بِمَا عَرَفَهُ مِنْ حَقِّهِ عِنْدَ اللهِ وَشَرِيْفِ مَنْزِلَتِهِ لَدَيْه. حَتَّى جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاق. وَوَصَلَ إِلَى حَضْرَةِ الْإِطْلَاق. نَازَلَتْهُ مِنَ الْحَضْرَةِ الْإِلٰـهِيَّة. غَوَامِرُ النَّفَحَاتِ الْقُرْبِيَّة. وَوَاجَـهَـتْهُ بِالتَّحِيَّات. وَأَكْرَمَتْهُ بِجَزِيْلِ الْعَطِيَّات. وَأَوْلَتْهُ جَمِيْلَ الْهِبَات. وَنَادَتْهُ بِشَرِيْفِ التَّسْلِيْمَات. بَعْدَ أَنْ أَثْنَى عَلَى تِلْكَ الْحَضْرَةِ بِالتَّحِيَّاتِ الْمُبَارَكَاتِ الصَّلَوَاتِ الطَّيِّبَات. فَيَا لَهَا مِنْ نَفَحَاتٍ غَامِرَات. وَتَجَلِّيَاتٍ عَالِيَاتٍ فِي حَضْرَاتٍ بَاهِرَات. تَشْهَدُ فِيْهَا الذَّاتُ لِلذَّات. وَتَتَلَّقَى عَوَاطِفَ الرَّحْمَات. وَسَوَابِغَ الْفُيُوْضَاتِ بِأَيْدِيْ الْخُضُوْعِ وَالْإِخْبَات
رُتَبٌ تَسْقُطُ الْأَمَانِيُّ حَسْرَى ۞ دُوْنَهَا مَا وَرَآءَ هُنَّ وَرَآءُ
عَقَلَ الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَضْرَةِ مِنْ سِرِّهَا مَا عَقَل. وَاتَّصَلَ مِنْ عِلْمِهَا بِمَا اتَّصَل. ﴿ فَاَوْحٰىٓ اِلٰى عَبْدِهٖ مَآ اَوْحٰىۗ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَاٰى﴾. فَمَا هِيَ إِلَّا مِنْحَةٌ خَصَّصَتْ بِهَا حَضْرَةُ الْاِمْتِنَان. هٰذَا الْإِنْسَان. وَأَوْلَتْهُ مِنْ عَوَاطِفِهَا الرَّحِيْمَةِ مَا يَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ الثَّقَلَان. وَتِلْكَ مَوَاهِبُ لَا يَجْسُرُ الْقَلَمُ عَلَى شَرْحِ حَقَائِقِهَا. وَلَا تَسْتَطِيْعُ الْأَلْسُنُ أَنْ تُعْرِبَ عَنْ خَفِيِّ دَقَائِقِهَا. خَصَّصَتْ بِهَا الْحَضْرَةُ الْوَاسِعَة. هٰذِهِ الْعَيْنَ النَّاظِرَةَ وَالْأُذُنَ السَّامِعَة. فَلَا يَطْمَعُ طَامِعٌ فِي الْإِطِّلَاعٍ عَلَى مَسْتُوْرِهَا. وَالْإِحَاطَةِ بِشُهُوْدِ نُوْرِهَا. فَإِنَّهَا حَضْرَةٌ جَلَّتْ عَنْ نَظَرِ النَّاظِرِيْن. وَرُتْبَةٌ عَزَّتْ عَلَى غَيْرِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْن. فَهَنِيْئًا لِلْحَضْرَةِ الْمُحَمَّدِيَّة. مَا وَاجَهَهَا مِنْ عَطَايَا الْحَضْرَةِ الْأَحَدِيَّة. وَبُلُوْغُهَا إِلَى هٰذَا الْمَقَامِ الْعَظِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
15. Wa Haitsu Tasyarrafatil Asmâ‘u
وَحَيْثُ تَشَرَّفَتِ الْأَسْمَاعُ بِأَخْبَارِ هٰذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوْب. وَمَا حَصَلَ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ فِي عَوَالِمِ الشَّهَادَةِ وَالْغُيُوْب. تَحَرَّكَتْ هِمَّةُ الْمُتَكَلِّمِ إِلَى نَشْرِ مَحَاسِنِ خَلْقِ هٰذَا السَّيِّدِ وَأَخْلَاقِه. لِيَعْرِفَ السَّامِعُ مَا أَكْرَمَهُ اللهُ بِهِ مِنَ الْوَصْفِ الْحَسَنِ وَالْخَلْقِ الْجَمِيْلِ الَّذِيْ خَصَّصَتْهُ بِهِ عِنَايَةُ خَلَّاقِه. فَلْيُقَابِلِ السَّامِعُ مَا اُمْلِيْهِ عَلَيْهِ مِنْ شَرِيْفِ الْأَخْلَاقِ بِأُذُنٍ وَاعِيَة. فَإِنَّهُ سَوْفَ يَجْمَعُهُ مِنْ أَوْصَافِ الْحَبِيْبِ عَلَى الرُّتْبَةِ الْعَالِيَة. فَلَيْسَ يُشَابِهُ هٰذَا السَّيِّدَ فِي خَلْقِهِ وَأَخْلَاقِهِ بَشَر. وَلَا يَقِفُ أَحَدٌ مِنْ أَسْرَارِ حِكْمَةِ اللهِ فِي خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ عَلَى عَيْنٍ وَلَا أَثَر. فَإِنَّ الْعِنَايَةَ الْأَزَلِيَّة. طَبَعَتْهُ عَلَى أَخْلَاقٍ سَنِيَّة. وَأَقَامَتْهُ فِي صُوْرَةٍ حَسَنَةٍ بَدْرِيَّة. فَلَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوْعَ الْقَامَة. أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَه. وَاسِعَ الْجَبِيْنِ حَسَنَهُ شَعْرُهُ بَيْنَ الجُمَّةِ وَالْوَفْرَة. وَلَهُ الْاِعْتِدَالُ الْكَامِلُ فِي مَفَاصِلِهِ وَأَطْرَافِه. وَالْاِسْتِقَامَةُ الْكَامِلَةُ فِي مَحَاسِنِهِ وَأَوْصَافِه. لَمْ يَأْتِ بَشَرٌ عَلَى مِثْلِ خَلْقِه. فِي مَحَاسِنٍ نَظَرِهِ وَسَمْعِهِ وَنُطْقِه. قَدْ خَلَقَهُ اللهُ عَلَى أَجْمَلِ صُوْرَة. فِيْهَا جَمِيْعُ الْمَحَاسِنِ مَحْصُوْرَه. وَعَلَيْهَا مَقْصُوْرَة. إِذَا تَكَلَّمَ نَثَرَ مِنَ الْمَعَارِفِ وَالْعُلُوْمِ نَفَائِسَ الدُّرَر. وَلَقَدْ أُوْتِيَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ مَا عَجَزَ عَنِ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ مَصَاقِعُ الْبُلَغَاءِ مِنَ الْبَشَر. تَتَنَزَّهُ الْعُيُوْنُ فِي حَدَائِقِ مَحَاسِنِ جَمَالِه. فَلَا تَجِدُ مَخْلُوْقًا فِي الْوُجُوْدِ عَلَى مِثَالِه.
سَيِّــــدٌ ضِـحْكُهُ تَبَسُّــمُ وَالْمَشْـــ ۞ ـيُ الْهُوَيْنَا وَالنَوْمُهُ الْإِغْفَاءُ
مَا سِوَى الْخُلْقِهِ النَّسِيْمُ وَلَا غَيْـ ۞ ـرُ مُهَيَّاهُ الرَّوْضَةُ الْغَنَّاءُ
رَحْمَــــةٌ كُلُّهُ وَحَـــــزْمٌ وَعَــــــزْمٌ ۞ وَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَاءُ
مُعْجِزُ القَوْلِ وَالْفِعَالِ كَرِيْمُ الْـ ۞ ــخَلْقِ وَالْخُلْقِ مُقْسِطٌ مِعْطَاءُ
وَإِذَا مَشَى فَكَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَب. فَيَفُوْتُ سَرِيْعَ الْمَشْيِ مِنْ غَيْرِهِ خَبَب. فَهُوَ الْكَنْزُ الْمُطَلْسَمُ الَّذِيْ لَا يَأْتِي عَلَى فَتْحٍ بَابِ أَوْصَافِهِ مِفْتَاح. وَالْبَدْرُ التِّـمُّ الَّذِيْ يَأْخُذُ الْأَلْبَابَ إِذَا تَخَيَّلَتْهُ أَوْ سَنَاهُ لَهَا لَاح .
حَبِيْبٌ يَغَارُ الْبَدْرُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِهِ ۞ تَحَيَّرَةِ الْأَلْبَابُ فِي وَصْفِ مَعْنَاهُ
فَمَاذَا يُعْرِبُ الْقَوْلُ عَنْ وَصْفٍ يُعْجِزُ الْوَاصِفِيْنَ. أَوْ يُدْرِكُ الْفَهْمُ مَعْنَى ذَاتٍ جَلَّتْ أَنْ يَكُوْنَ لَهَا فِي وَصْفِهَا مُشَارِكٌ أَوْ قَرِيْن.
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ فَلَوْ أَهْدَى السَّنَا ۞ لِلْبَدْرِ عِنْدَ تَمَامِهِ لَمْ يُخْسَفِ
وَعَلَى تَفَــــنُّنِ وَاصِفِيْــــــهِ بِوَصْفِـــــهِ ۞ يَفْنَى الزَّمَانُ وَفِيْهِ مَالَمْ يُوْصَفِ
فَمَا أَجَلَّ قَدْرَهُ الْعَظِيْم. وَأَوْسَعَ فَضْلَهُ الْعَمِيْم
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
16. Wa Laqadit Tashafa
وَلَقَدِ اتَّصَفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاق. بِمَا تَضِيْقُ عَنْ كِتَابَتِهِ بُطُوْنُ الْأَوْرَاق. كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَخَلْقًا. وَأَوَّلَهُمْ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ سَبْقًا. وَأَوْسَعَهُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ حِلْمًا وَرِفْقًا. بَرًّا رَؤُوْفًا. لَا يَقُوْلُ وَلَا يَفْعَلُ إِلَّا مَعْرُوْفًا. لَهُ الْخُلُقُ السَّهْلُ. وَاللَّفْظُ الْمُحْتَوِيْ عَلَى الْمَعْنَى الْجَزَل. إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ أَجَابَهُ إِجَابَةً مُعَجَّلَة. وَهُوَ الْأَبُ الشَّفِيْقُ الرَّحِيْمُ بِالْيَتِيْمِ وَالْأَرْمَلَة. وَلَهُ مَعَ سُهُوْلَةِ أَخْلَاقِهِ الْهَيْبَةُ الْقَوِيَّة. اَلَّتِيْ تَرْتَعِدُ مِنْهَا فَرَائِصُ الْأَقْوِيَاءِ مِنَ الْبَرِيَّة. وَمِنْ نَشْرِ طِيْبِهِ تَعَطَّرَتِ الطُّرُقُ وَالْمَنَازِل. وَبِعَرْفِ ذِكْرِهِ تَطَيَّبَتِ الْمَجَالِسُ وَالْمَحَافِل. فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَامِعُ الصِّفَاتِ الْكَمَالِيَّة. وَالْمُنْفَرِدُ فِي خَلْقِهِ وَخُلُقِهِ بِأَشْرَفِ خُصُوْصِيَّة. فَمَا مِنْ خُلُقٍ فِي الْبَرِيَّةِ مَحْمُوْد. إِلَّا وَهُوَ مُتَلَقًّى عَنْ زَيْنِ الْوُجُوْد
﴿اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أَشْرَفَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيْمِ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ࣙالرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ﴾
17. Doa Maulid Simthud Durar
وَلَمَّا نَظَمَ الْفِكْرُ مِنْ دَرَارِيِّ الْأَوْصَافِ الْمُحَمَّدِيَّةِ عُقُوْدًا. تَوَجَّهْتُ إِلَى اللهِ مُتَوَسِّلًا بِسَيِّدِيْ وَحَبِيْبِيْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ سَعْيِيْ فِيْهِ مَشْكُوْرًا وَفِعْلِيْ فِيْهِ مَحْمُوْدًا. وَأَنْ يَكْتُبَ عَمَلِي فِي الْأَعْمَالِ الْمَقْبُوْلَة. وَتَوَجُّهِي فِي التَّوَجُّهَاتِ الْخَالِصَةِ وَالصِّلَاتِ الْمَوْصُوْلَةِ. اَللّٰهُمَّ يَامَنْ إِلَيْهِ تَتَوَجَّهُ الْاٰمَالُ فَتَعُوْدُ ظَافِرَة. وَعَلَى بَابِ عِزَّتِهِ تُحَطُّ الرِّحَالُ فَتَغْشَاهَا مِنْهُ الْفُيُوْضَاتُ الْغَامِرَة. نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ. بِأَشْرَفِ الْوَسَائِلِ لَدَيْكَ. سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْن. عَبْدِكَ الصَّادِقِ الْأَمِيْن. سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِيْ عَمَّتْ رِسَالَتُهُ الْعَالَمِيْن. أَنْ تُصَلِّيَ وَتُسَلِّمَ عَلَى تِلْكَ الذَّاتِ الْكَامِلَة. مُسْتَوْدَعِ أَمَانَتِكَ. وَحَفِيْظِ سِرِّك. وَحَامِلِ رَايَةِ دَعْوَتِكَ الشَّامِلَة. اَلْأَبِ الْأَكْبَر. اَلْمَحْبُوْبِ لَكَ وَالْمُخَصَّصِ بِالشَّرَفِ الْأَفْخَر. فِي كُلِّ مُوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْقُرْبِ وَمَظْهَر. قَاسِمِ إِمْدَادِكَ فِي عِبَادِك. وَسَاقِي كُؤُوْسِ إِرْشَادِكَ لِأَهْلِ وِدَادِك. سَيِّدُ الْكَوْنَيْن. وَأَشْرَفِ الْثَّقَلَيْن. اَلْعَبْدِ الْمَحْبُوْبِ الْخَالِص. اَلْمَخْصُوْصِ مِنْكَ بِأَجَلِّ الْخَصَائِص. اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى اٰلِهِ وَأَصْحَابِهِ. وَأَهْلِ حَضْرَةِ اقْتِرَابِهِ مِنْ أَحْبَابِه. اَللّٰهُمَّ إِنَّ نُقَدِّمُ إِلَيْكَ جَاهَ هٰذَا النَّبِيِّ الْكَرِيْم. وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ مَقَامِهِ الْعَظِيْم. أَنْ تُلَاحِظَنَا فِي حَرَكَاتِنَا وَسَكَنَاتِنَا بِعَيْنِ عِنَايَتِك. وَأَنْ تَحْفَظَنَا فِي جَمِيْعِ أَطْوَارِنَا وَتَقَلُّبَاتِنَا بِجَمِيْلِ رِعَايَتِك. وَحَصِيْنِ وِقَايَتِك. وَأَنْ تُبَلِّغَنَا مِنْ شَرَفِ الْقُرْبِ إِلَيْكَ وَإِلَى هٰذَا الْحَبِيْبِ غَايَةَ اٰمَالِنَا. وَتَتَقَبَّلَ مِنَّا مَا تَحَرَّكْنَا فِيْهِ مِنْ نِيَّاتِنَا وَأَعْمَالِنَا. وَتَجْعَلَنَا فِي حَضْرَةِ هٰذَا الْحَبِيْبِ مِنَ الْحَاضِرِيْن. وَفِي طَرَائِقِ اتِّبَاعِهِ مِنَ السَّالِكِيْن. وَلِحَقِّكَ وَحَقِّهِ مِنَ الْمُؤَدِّيِيْن. وَلِعَهْدِكَ مِنَ الْحَافِظِيْن. اَللّٰهُمَّ إِنَّ لَنَا أَطْمَاعًا فِي رَحْمَتِكَ الْخَاصَّةِ فَلَا تَحْرِمْنَا. وَظُنُوْنًا جَمِيْلَةً هِيَ وَسِيْلَتُنَا إِلَيْكَ فَلَا تُخَيِّبْنَا. اٰمَنَّا بِكَ وَبِرَسُوْلِكَ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الدِّيْن. وَتَوَجَّهْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِيْن. أَنْ تُقَابِلَ الْمُذْنِبَ مِنَّا بِالْغُفْرَان. وَالْمُسِيْءَ بِالْإِحْسَانِ. وَالسَّائِلَ بِمَا سَأَلَ. وَالْمُؤَمِّلَ بِمَا أَمَّل. وَأَنْ تَجْعَلَنَا مِمَّنْ نَصَرَ هٰذَا الْحَبِيْبَ وَوَازَرَه. وَوَالَاهُ وُظَاهَرَه. وَعُمَّ بِبَرَكَتِهِ وَشَرِيْفِ وِجْهَتِهِ أَوْلَادَنَا وَوَالِدِيْنَا. وَأَهْلَ قُطْرِنَا وَوَادِيْنَا. وَجَمِيْعَ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَات. وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَات. فِي جَمِيْعِ الْجِهَات. وَأَدِمْ رَايَةَ الدِّيْنِ الْقَوِيْمِ فِي جَمِيْعِ الْأَقْطَارِ مَنْشُوْرَة. وَمَعَالِمَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيْمَانِ بِأَهْلِهَا مَعْمُوْرَة. مَعْنىً وَصُوْرَة. وَاكْشِفِ اللّٰهُمَّ كُرْبَةَ الْمَكْرُوْبِيْن. وَاقْضِ دَيْنَ الْمَدِيْنِيْن. وَاغْفِرْ لِلْمُذْنِبِيْن. وَتَقَبَّلْ تَوْبَةَ التَّائِبِيْن. وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ عَلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِيْنَ أَجْمَعِيْن. وَاكْفِ شَرَّ الْمُعْتَدِيْنَ وَالظَّالِمِيْن. وَابْسُطِ الْعَدْلَ بِوُلَاةِ الْحَقِّ فِي جَمِيْعِ النَّوَاحِي وَالْأَقْطَار. وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيْدِ مِنْ عِنْدِكَ وَنَصْرٍ عَلَى الْمُعَانِدِيْنَ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ وَالْكُفَّار. وَاجْعَلْنَا يَا رَبِّ فِي الْحِصْنِ الْحَصِيْنِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَلَايَا. وَفِي الْحِرْزِ الْمَكِيْنِ مِنَ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا. وَأَدِمْنَا فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ وَالصِّدْقِ فِي خِدْمَتِكَ قَائِمِيْن. وَإِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا مُسْلِمِيْنَ مُؤْمِنِيْن. وَاخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ أَجْمَعِيْن. وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى هٰذَا الْحَبِيْبِ الْمَحْبُوْب. لِلْأَجْسَامِ وَالْأَرْوَاحِ وَالْقُلُوْب. وَعَلَى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ إِلَيْهِ مَنْسُوْب. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَــــــالَمِيْنَ